يُعرف سرطان الدم بأسماء أخرى مثل اللوكيميا أو ابيضاض الدم، وغالباً ما ينشأ هذا المرض من خلايا الدم البيضاء، ويُصنف ضمن السرطانات التي تبدأ في الأنسجة المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم، مثل الجهاز اللمفي ونخاع العظم.[1] تلعب كريات الدم البيضاء دوراً أساسياً في محاربة العدوى والمواد الضارة. بشكل طبيعي، تنمو هذه الخلايا وتتشارك فقط عند الحاجة من قبل الجسم. لكن في حالات سرطان الدم، ينتج نخاع العظم كميات كبيرة من خلايا دم بيضاء غير سليمة لا تستطيع أداء وظائفها المطلوبة. كثير من المرضى يشعرون بالقلق والخوف والتوتر عند استلام تشخيص الإصابة بسرطان الدم. ومع ذلك، يمكن علاج هذا المرض إذا تم الكشف عنه مبكراً والتعامل معه بدقة. على الرغم من ذلك، يظل العلاج معقداً بسبب تنوع أنواع سرطان الدم، وعدم وجود كتل واضحة يمكن استئصالها جراحياً، وكذلك سرعة انتشاره عبر الجسم.
يتم تصنيف سرطان الدم حسب معدل تقدمه ونوع الخلايا المصابة كما يلي:[2]
يختلف سرطان الدم تماماً عن أنواع السرطان الأخرى، حيث لا يستطيع الطبيب استئصال الورم مباشرة أو القضاء عليه بالعلاج الجراحي. لهذا السبب يعتبره العلماء من الأمراض المعقدة التي لا يمكن علاجها بسهولة. يعتمد نجاح العلاج على عدة عوامل، أهمها نوع المرض، مدى انتشاره في أعضاء الجسم، عمر المريض، وحالته الصحية العامة.
تحتاج اللوكيميا الحادة إلى علاج فوري. ويهدف العلاج إلى وقف وتثبيط نمو الخلايا السرطانية. عندما تختفي الأعراض ولا يوجد أي دليل على وجود المرض، قد يستمر العلاج لفترة أطول لمنع حدوث انتكاسة. تعد هذه الصورة من أنواع سرطان الدم التي يمكن الشفاء منها بالكامل.
أما مرضى اللوكيميا المزمنة الذين لم تظهر لديهم أعراض بعد، فقد لا يحتاجون إلى علاج فوري. لكن يجب إجراء فحوصات متكررة لمتابعة تطور المرض. يبدأ العلاج عند ظهور الأعراض، بهدف السيطرة على المرض وأعراضه. لكن الشفاء الكامل من هذا النوع نادر جداً.
غالباً ما يتم علاج مرضى اللوكيميا باستخدام العلاج الكيميائي، وهو استخدام أدوية لتدمير الخلايا السرطانية حسب نوع سرطان الدم. قد يتلقى المريض دواءً واحداً أو مجموعة من دوائين أو أكثر. وقد تُستخدم علاجات أخرى أيضاً، مثل زرع نخاع العظم، أو تلقي العلاج الإشعاعي والعلاج البيولوجي معًا أو أحدهما. وفي بعض الحالات، قد تكون عملية جراحية لإزالة الطحال جزءاً من خطة العلاج.
تُعطى أدوية العلاج الكيميائي عبر الوريد أو عن طريق الفم، بحيث تدخل مجرى الدم وتؤثر على الخلايا السرطانية في معظم أنحاء الجسم. لكن غالبًا ما لا تصل هذه الأدوية إلى الخلايا في الجهاز العصبي المركزي لأن حاجز الدم في الدماغ (BBB) – وهو حاجز وقائي يتكون من شبكة من الأوعية الدموية التي تصفّي الدم المتجه إلى المخ والحبل الشوكي – يمنع دخولها. وللوصول إلى الخلايا السرطانية في الجهاز العصبي المركزي، يستخدم الأطباء حقنًا نخاعيًا (إينتراثيكال)، حيث تُحقن الأدوية مباشرة في السائل الدماغي النخاعي.
يتم إعطاء العلاج الكيميائي في دورات: فترة علاج تليها فترة استرداد، ثم علاج آخر، وهكذا دواليك. في بعض الحالات، قد يتلقى المريض العلاج خارج المستشفى، مثل في العيادات الخارجية أو مكاتب الأطباء أو حتى في المنزل، حسب نوع الدواء والحالة الصحية العامة. ويُستخدم العلاج الإشعاعي جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي في بعض أنواع اللوكيميا، حيث تعمل أشعة الطاقة العالية على تلف الخلايا السرطانية ومنعها من النمو.
يمكن إعطاء العلاج الإشعاعي لسرطان الدم بطريقتين: الأولى توجيه الإشعاع إلى منطقة محددة من الجسم تحتوي على مجموعات من خلايا اللوكيميا، مثل الطحال أو الخصيتين، والثانية هو إشعاع الجسم كله، ويُسمّى تشعيع الجسم كله. ويُستخدم عادةً قبل عملية زرع نخاع العظم.
العلاج البيولوجي هو شكل من أشكال علاج اللوكيميا الذي يعتمد على تأثير المواد على استجابة الجهاز المناعي للإصابة بالسرطان. يُعد الإنترفيرون أحد أشكال العلاج البيولوجي المستخدم ضد بعض أنواع اللوكيميا.
قد يلجأ بعض المرضى المصابين بسرطان الدم إلى زراعة الخلايا الجذعية. وهذا يسمح لمرضى اللوكيميا بالتحمل الجرعات العالية من الأدوية والإشعاع، أو كليهما معًا، حيث تُدمر هذه الجرعات الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية في نخاع العظم. ثم يتلقى المريض خلايا جذعية صحية عبر أنبوب مرن يوضع في وريد كبير في الرقبة أو الصدر، وتُنتج هذه الخلايا الجذعية خلايا دم جديدة.
تختلف أعراض هذا المرض حسب نوعه، لكن هناك أعراض شائعة، منها:[3]
غالباً ما يتجاهل الكثير من الناس هذه الأعراض، معتقدين أنها أعراض إنفلونزا أو مرض آخر مشابه. وتشير شدة الأعراض إلى عدد الخلايا البيضاء غير السليمة ومكان تواجدها في الجسم.
في الواقع، يُعد سرطان الدم مرضًا خفيًا، ولم يُحدد العلماء حتى الآن سببًا حقيقيًا له. لكن يبدو أنه يتطور نتيجة مزيج من العوامل الوراثية والعوامل البيئية.[4]
تحدث اللوكيميا الحادة بسبب خلل في الخلايا أو مجموعة من خلايا الدم البيضاء، حيث تفقد هذه الخلايا تسلسل الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين (DNA)، مما يمنع تطورها أو تمييزها أبداً. بل تستمر في التراكم، مما يعوق عمل الخلايا السليمة ويُوقف إنتاج خلايا الدم السليمة.
يُهاجم سرطان الدم المزمن الخلايا الناضجة التي تتكاثر ببطء، لذا لا يشعر المريض بالأعراض إلا في مراحل متأخرة. لكنه في النهاية مرض قاتل، وآلية عمله ما زالت مجهولة لدى الخبراء.
في النهاية، يؤدي هذا إلى نقص في الخلايا السليمة وتعطيل وظائفها، مما يزيد من احتمال الإصابة بالنزيف والتعب، وفقر الدم، ويُسرّع انتشار المرض في أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى الوفاة، غالباً بسبب فقدان الدم أو التعرض للعدوى.
غالباً ما يتم اكتشاف حالات سرطان الدم عن طريق الصدفة أثناء فحص دم روتيني، حتى قبل ظهور أي أعراض. وفي حال وجود أعراض، يخضع المريض لعدد من الفحوصات، منها:[5]
من المحتمل إجراء فحوصات متعددة للتأكد من التشخيص وتحديد نوع سرطان الدم ومدى انتشاره. وتُصنف أنواع هذا المرض إلى مستويات حسب شدة الخطورة وانتشاره، وهذه التصنيفات تساعد الطبيب على تحديد برنامج علاجي مناسب لحالة سرطان الدم الموجودة في الجسم.
توجد عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدم (اللوكيميا)، وهي:[5]
ليس كل من يتعرض لهذه المخاطر يصاب بالمرض، وليس كل مصاب بالمرض كان لديه تلك المخاطر.
حلقة خاصة من لقاء الروّاد بالتعاون مع نوفارتس
نكتشف فيها الكثير من الحقائق والأسرار عن مرض اللوكيميا
مع الدكتورة إيناس النجار والدكتور محمد أبو حليقة من مركز أبوظبي للخلايا الجذعية