تصفح جميع التصنيفات
···
تسجيل الدخول / التسجيل

سبب تسمية سورة المائدة

آخر تحديث 12:18 6 يونيو 2021

سبب تسمية سورة المائدة

سُمّيت السورة بهذا الاسم نسبةً إلى القصة الواردة فيها، التي طلب فيها الحواريون من نبيهم أن ينزل لهم مائدة من السماء، لتكون دليلاً على صدقه وصدق دعوته، وعيداً لهم. وتُعرف أيضًا باسم سورة العقود، وقد قيل إنها تُسمى بالمنقذة.[١][٢] وكانت قصة المائدة من أبرز ما ذُكر في هذه السورة، كما أشارت بعض آياتها إلى عظيم لطف الله على المؤمنين، وعذابه على الكافرين.[٣]


قصة المائدة

(إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ)،[٤][٥] والذين طلبوا المائدة هم الخُلصاء الذين اتبعوا دعوته، ويُعرفون بالحواريون.[٦] وقد بيّن العلماء تفاصيل القصة، مؤكدين أن الحواريين طلبوا من نبيهم عيسى -عليه السلام- أن يطلب من ربه نزول مائدة من السماء، مع علمهم بقدرة الله -تعالى- على كل شيء؛ وذلك لزيادة اليقين بعد رؤية المعجزة، فتحول علم اليقين إلى عين اليقين. وذكر المفسرون تفسيرات متعددة لمعنى الاستطاعة، منها:[٧]

  • قال السدي: المراد بالاستطاعة هو هل سيُعطيك ربك إن دعوتك.
  • قال الإمام الطبري: المقصود بالاستطاعة هي الاستجابة للدعاء.
  • وروي عن بعض المفسرين أن جزءًا من الكلام محذوف في بعض القراءات، فيكون التقدير: هل تستطيع أن تسأل ربك.


فأجابهم عيسى -عليه السلام- بأن يتّقوا الله -تعالى- وينتهوا عن هذا الطلب. فأجابوه معتذرين ومبيّنين أنهم يريدون الأكل منها ليزداد إيمانهم بقدرة الله -تعالى-، وصدق نبوة موسى -عليه السلام-. فوعدهم الله -تعالى- بنزولها، وحذر من عذاب يصيب المخالفين والمكذبين بعد ذلك.[٧]


أسباب طلب الحواريين للمائدة

طلب الحواريون المائدة من نبيهم لأسباب عدة، نذكرها فيما يأتي:[٨]

  • ليأكلوا منها، وتطمئن قلوبهم برؤيتها، وقيل: للأكل والتبرك بها، ولتكون يقيناً في إيمانهم.[٩][١٠]
  • ليزيدوا إيمانهم بصدق دعوة نبيهم، فيكون نزول المائدة دليلاً على صدقه ونبوته.[١١][١٢]
  • ليكونوا شاهدين لربهم في التوحيد وقدرته على كل شيء بعد رؤيتهم لهذه المعجزة.
  • قيل: طلبوا المائدة لأنهم كانوا يعانون من الجوع الشديد.[٩]


والآية الكريمة التي تضمّنت هذه الأسباب هي قوله -تعالى-: (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ).[١١][١٢]


المراجع

  1. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 4، جزء 2. بتصرّف.
  2. وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418 هـ)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 60، جزء 6. بتصرّف.
  3. محمد جمال الدين القاسمي (1418 هـ)، محاسن التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 3، جزء 4. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية: 112.
  5. الحجازي، محمد محمود (1413 هـ)، التفسير الواضح (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الجيل الجديد، صفحة 580، جزء 1. بتصرّف.
  6. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 206، جزء 2. بتصرّف.
  7. ^ أ ب وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418 هـ)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 115-118، جزء 7. بتصرّف.
  8. نخبة من أساتذة التفسير (2009)، التفسير الميسر (الطبعة الثانية)، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 126، جزء 1. بتصرّف.
  9. ^ أ ب علاء الدين الخازن (1415 هـ)، لباب التأويل في معاني التنزيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 92، جزء 2. بتصرّف.
  10. محمد بن جرير الطبري (2001)، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 122، جزء 9. بتصرّف.
  11. ^ أ ب سورة المائدة، آية: 113.
  12. ^ أ ب أبو الحسن علي الواحدي (1415 هـ)، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 341-342. بتصرّف.
كوكيز
إعدادات الكوكيز
© 2025 Servanan International Pte. Ltd.